
الصقر له دور كبير في حياة العرب قديماً
مشاركة
الصقر له دور كبير في حياة العرب قديماً، فهو رمز للشجاعة والكرامة، وتنشأ بينه وبين الصقار صداقة، لكن يجب على الصقار أن يمتاز بالصبر وسعة الخاطر؛ لأن الصقر يحتاج إلى مدة طويلة حتى يتعود على الإنسان ولا يتنكر لصاحبه.
ولقد ورثنا الصقارة من أجدادنا وآبائنا إلى وقتنا الحالي حتى أصبحت هواية لنا، نذكر الصقر في قصائدنا كما ذكره أجدادنا، كالأبيات التالية للعم الراحل الشاعر سمير بن صليهم الهاجري:
وإليا ركبنا فوق حمر الرفاريف
وكشفت براقعهن بروس الحمادي
هذا جروديّن عديم التواصيف
وهذاك شاميّن كبير الثنادي
وهذا أبيض جثل إليا شيف ما عيف
وهذاك فيه دقوق فارس تنادي
الأنواع والأدوات
من أنواع الصقور:
الحر ومنه (الصافي، والشامي، والفارسي، والجرودي، والأبيض)، أما الشاهين فينقسم إلى نوعين: شاهين جبلي وشاهين بحري، وهناك الجير، والوكري.
أما أدوات الصقار:
يحتاج الصقار إلى أن يحمل معه أدوات الطير، وهي:
- البرقع: (قطعة جلدية توضع على عينيه)، وإذا كان البرقع حجمه مناسبًا للطير، فإنه يسهل الاقتراب منه والتعامل معه، وهو ما يطلق عليه (راكد).
- السَّبَق: جمعها سبوق، وهو حبل يربط بأرجل الطير لتقييده ومنعه من الطيران.
- الوكر: قطعة من الخشب يوضع عليها الطير، يكون سطحها دائريًا ومغطى بقماش أو ما شابه ذلك.
- الدس: قفاز يرتديه الصقار ليحمي يده من مخالب الطير، وغالبًا ما يكون من الجلد الطبيعي.
- الملواح: ما يُلوّح به للطير من بعيد، سواء كان ملواحًا حيًا أو ريشًا ويربط بخيط طويل.
تربيب الصقر
يقصد بتربيب الصقر تربيته من وحش إلى طير راكد وتدريبه على الصيد. ويختلف الصقارة في طرق ومدة التربيب، فالبعض لديه من الخبرة والتميز ما يجعله يقوم بتربيب الطير بأسرع وقت ممكن، وأما الآخر فيأخذ وقتًا أطول ليكون الطير أكثر اطمئنانًا وركودًا لصاحبه.
خلال فترة التربيب، يحتاج الصقار إلى تجويع طيره ليسهل ترويضه والتعامل معه؛ لذا يجب عليه فحصه في مستشفى الطيور والتأكد من سلامته قبل التربيب. وقد يسعى الصقار كذلك لاستخراج جواز سفر للصقر ليصاحبه في رحلات القنص خارج الكويت.
خطوات التربيب
- وضع البرقع على رأس الطير ليعتاد عليه ويتمكن صاحبه من التقرب إليه.
- تعويده الوقوف على الوكر دون خوف.
- التنقيز: بعد أن يصبح الطير راكدًا ومطمئنًا، يقوم الصقار بتنقيزه (القفز) بين الوكر والدس. ومن علامات اطمئنان الطير، وقوفه على يد الصقار بدون تحريك الجناحين بقوة (الكفاخ)، وكذلك الأكل على يد الصقار بدون النظر إلى عينه.
- الملواح: تتم في الخلاء الواسع، وفيها يُدرب الصقر على الصيد. نحتاج فيها إلى ربط سبوقه بخيط طوله من 10 إلى 20 مترًا، كما نحتاج إلى شخص آخر للمساعدة في التدريب. يبدأ التدريب بأن يقف الشخص المساعد أمام الطير بمسافة لا تتجاوز 20 مترًا ولا تقل عن 10 أمتار، ويكون لديه الملواح وعليه قطعة من اللحم، عندها ينادي القناص الطير باسمه وبالأصوات التي اعتاد الطير سماعها عند أكله، حتى يطير الصقر إلى الملواح ويأكل ما عليه من اللحم اعتقادًا منه أنها فريسته.
- الهدد: وهي المرحلة التي ينتظرها الصقار بعد أيام التدريب الشاقة ليرى نتيجة جهوده وردة فعل صقره عند رؤية فريسته. يبدأ الصقار بالبحث عن الطيور التي اعتاد الصقر أكلها، كالحبارى والكروان، والتي تُعد من الطيور النادرة والقوية والصعبة، لذا يحتاج الصقار إلى أيام وأسابيع للبحث عنها، وقد ينام في الخلاء عدة أيام مع صقره حتى إذا أشرقت الشمس أكملوا مسيرة البحث. وأخيرًا، إن وفقه الله ووجد الحبارى أو الكروان، يهد طيره ليرى فعله، فإن صاد الصقر فريسته، استشعر الصقار أنه نجح في التدريب ولم يضيع تعبه هباء. لكن لنعلم أن نجاح الصقر في الصيد لا يعتمد على التدريب فقط، وإنما يرجع إليه في بعض الأحيان، فمن الطيور من يكون شجاعًا وذكيًا، ومنهم من يكون عكس ذلك جبانًا ومترددًا.
- المربط: وهو مكان بارد مشمس يبقى فيه الطير لمدة ستة إلى ثمانية أشهر لتبديل ريشه، وغالبًا ما يكون في فصل الصيف بعد انتهاء موسم القنص والصيد. يُترك الطير في المربط بعيدًا عن الناس للمحافظة على الريش الجديد الذي ينمو بشكل بطيء ويحتاج إلى وقت طويل ليكتمل.
ما يصطاده الصقار بصقره
في الدرجة الأولى الحبارى، ثم الكروان، الأرانب، القطا، وأنواع من الحمام، البط البري، وغيرها من الطيور.
الأمراض
يخاف الصقار على صقره من أمراض عديدة، أهمها:
- القلاع: مرض بالجهاز الهضمي والتهاب في الفم يصيب الطير بسبب سوء الطعام؛ فتقل شهيته للأكل، ويصاب بالخمول والنعاس الدائم.
- النهيته: التهاب الرئتين، وهو مرض فتاك يصيب الطير بسبب البيئة غير الصحية، خصوصًا في فترة القيظ.
- الحفاة: تورم أو انتفاخ يصيب باطن قدم الطير بسبب الدس المستخدم، وهو مرض معدٍ ينتقل من الطير المريض إلى الطير السليم.